Saturday, November 22, 2014

أنا وبرونو -الجزء الثاني- وقعنا في شباكه



كان يوم ممطر من شتاء 2012 , شهر فبراير على ما أتذكر ..
كنت قد جعلت خالي*  يضغط على والدتي بعض الشيء لكي توافق على جلب جرواً  كي يرافقني في حياتي ..
في ظروق عادية كانت عارضت بشدة , ولكانت اسمعتني اسطوانتها الشهيرة "أنا مش حمل كلاب ولا البيت حمل كلاب " .. لكن ظروفي النفسية وقتها لم تسمح لها بالعند معي , كنت قد خرجت تواً من حطام علاقة سابقة وهي تعلم انها ستعاند بقايا انسان آيلة للسقوط , فكتمت غيظها ووافقت على مضض ..
أين كنا , نعم , كان يوم بارد وممطر , خرجت من امتحان الرياضيات , أول امتحان نهائي أواجهه في كلية الهندسة , هذا يفسر لم اليوم عالق في ذاكرتي , كنت أحل معادلات رياضية بداخل مبنى ما الأمطار تنهطل من كل مكان والشبابيك تنغسل بالمطر .. كان يوماً عجيباً ..
انتهيت من الامتحان , أو هو انتهى مني , وخرجت انا واحد اصدقائي لنركب مع أمي السيارة ..
إلى أين؟ سألت أمي
شبرا يا طانط , قالها صديقيي مينا , الذي يملك كلبة كوكر ..
نحن في طريقنا الآن نحو جروي الخاص الأول .. لا اسم له بعد , لا أعرف شكله بعد , ولا حتى لونه .. فقط أعرف إني سأقع في حبه لحظة رؤيته ..
وصلنا تحت بيت مينا .. فاخذت قطع قماش من السيارة وصعدت لأجلبه ..
وفي خطى مبتلة من الأمطار وصلنا أمام باب الحمام , حيث يوجد عالم أخر من الفرو , لونه ذهبي متكتل جرواً فوق الأخر بحثاً عن الدفء .. مع فتح الباب انتفض عالمهم وسارعوا بالصراخ والجري أنحاء المكان .. جمعناهم , وأدخلناهم مرة أخرى .. خرج صديقي من الحمام وبيده جرو هادئ شبه نائم , عمره 40 يوم .. وقال لي "أنا عاوزك تاخد ده , ده اهدى واحد وعنده شلاضيم" .. وطبعاً رد فعلي هو اني لففته بسرعة في القماش و ضممته لي ليجد الدفء ..
في طريق العودة , تطلع الجرو من بين الأقمسة لينظر ماذا يحدث , وجد أمي تداعبه بابتسمامة ,اظن ان لصغره لم يكن يدرك اي شيء بحق , ربما اعتقد انني انا  امه .. المهم هو انه دخل بداخل الأقمشة لينام بهدوء ..
عندما وصلنا المقطم كان عليّ جلب اللبن له .. تركته مع أمي في السيارة ,وعندما رجعت قالت لي
"الكلب ده شكله اصيل . مرديش يعملك بيبي عالكرسي , نط نزل عمله عالدواسة .. "
كانت أمي مبتسمة بالفعل ,وقعت في شباكه هي الأخرى ..
ولكن عندما نصل للمنزل , ماذا سيحدث ؟ سيكون له سرير؟ سينام بجانبي ؟ ..
هذه كلها تساؤلات سأجاوبها  .. في المرة التالية  
                               تو بي كونتنيود ...  
 



*خالي الذي اقنع امي بشراء الجرو , هو خالي الذي توفى بعد ذلك بشهور قليلة ..* 

No comments:

Post a Comment