Saturday, September 27, 2014

العلاقة بين القبلة الأولي والهارمونيكا و فوريست جامب


عندما أحمل الهارمونيكا وأقبلها على فمها , وأغرق داخلها , وأنفح بها روحي .. عندها أشعر بتلك الخفة التي يتكلمون عنها بالروايات , انت ثقل حبة رمل .. أنت تكاد تتلامس مع الأرض , أنت لست من هنا , أنت لست تراب ..
عندما أمسلك القلم , وأوصل طرف انبوبه بعروقي , ,انزف فوق الورق كلمات , عندها أشعر بتلك الخفة , أنا لست عادي .. أنا لا أزن 74 كيلوجرام بعد .. أنا أرتفع فوق مقعدي , أنا لا أتبع قوانين جاذبيتكم الأرضية .. سيد نيوتن .. انت مخطيء ..
عندما أقف فوق ذلك الخط الرفيع بين العوالم , عندما أشد الحبل الذي يربطني بالأرض , عندما أصل لمحطة القطار التي وصل لها نيو في فيلم "ذا ماتريكس " .. انا لست تائه بعد .. قد وصلت ..
 لا , أنت لا تزال تائه لكن منتش بالإحساس .. لا تشعر بألم ولا سعادة .. أنت مخدر .. أنت تحب كونك مخدر .. لا تريد الرجوع .. ولا تريد الإستمرار .. لو كان بيدك آلة زمن لرجعت لتلك اللحظة ألف مرة .. لحظة تشعر بالإندورفين يتدفق في دمك .. تريد ان تسند رأسك على حائط بارد .. وتسترخ ..
أنا لا أعرف في الحقيقة عن ماذا أتكلم ههنا .. أنا أعلم إني أردت الرجوع للكتابة , ولا يوجد أفضل من إلتقاط لحظات الخفة هذه وتجسيدها في كلمات .. أظن إني جيد في فعل ذلك ..
لا تعرف ما هي لحظات الخفة ؟ حسناً إليك بعض الأمثلة .. 
أول مرة تلامست أيديكم .. كانت أول مرة تلامس أطراف حبيبتك ! .. أنت بالصف الثانوي , شعر يدك ينتصب , عمودك الفقري يقشعر .. الدم يتدفق وقلبك كمحرك مقطورة ..
أول مرة قبلتها , تتذكر جيداً كيف تخيلت ان فمها كان بوابة سحرية , خلفه عوالم ناعمة .. أردت أن تستلقي على ظهرك و ترتجف من فرط السعادة ..
غريب هو موضوع تكرار "أول مرة هذا" .. دائماً أول مرة لها وقع سحري .. لها "ثقلها" الذي يعطيك خفتك ..
أظن أن قلمي يكسوه الصدأ حالياً .. وأظن أيضاً ان هذه الكلمات لن تصل لقلب أحدهم .. وأظن إني أفكر كثيراً فيما يظنه الأخرون .. يبدو إنني لن أكف عن هذه العادة المؤذية ..
هل تعرف الموسيقى التي تسمعها في خلفية حلقات كونان , عندما يخدر كونان سيد  توجوموري ويشير إلي القاتل , يقول اسمه بعنف , القاتل هو أنت سيد "تاكاشيمي" , ثم يظهر وجه المجرم مرتعب ؟ .. تسمع تواً  صوت الساكس , ثم يبدأ كونان بشرح كيف تمت الجريمة ..
لسبب ما , أنا واقع تحت سحرها ..
أنا كونان .. لا .. أنا الساكس .. أنا النغمات المضبوطة .. أنا أنفاس العازف .. أنا خفيف كالريشة ..
تتسارع  الموسيقى وتغدو أسرع حدة .. فأطير كالريشة في بداية فيلم "فوريست جامب" .. ثم أسقط في هدوء حتى أرسو بجانب حذائه !
أنا لا أعرف حقاً ما هي النقطة وراء ما أكتب , فقط أعلم جيداً إنني كلما التقطت موقف مما سبقوا و تصورته و تركته ينتقل من خيالي لأطراف أصابعي في شكل كلمات ,وإنه كلما غصت في التصور والتشبيه وإلتقاط المشاعر , كلما زدت خفة أكثر فأكثر .. وأنا أحب ذلك الشعور .. لذا اكتب ..