Friday, May 2, 2014

لي فترة لم أدع نفسي أظهر فوق الورق هكذا .. لا عنوان سيحتوي ما كتبت

يوجد لدي تلك الأمنية -أو يمكن أن ندعوها  حلم يقظة- بأن يأتي يوم ما أجد فيه شخصاً يقبلني "بعبلي" كما يقولون ..
أن يتصالح مع عيوبي المنفرة , من حساسيتي المبالغ فيها .. أن يتعرف علي الجانب البائس من طفولتي ويضمه ويقبله فيقلل من اثره علّي .. 
يقال إننا نبحث في شبابنا و ما يليه عن اشخاص متشابهين مع من مروا علينا وتركوا اثراً سلبياً في طفولتنا ..
ولم نفعل ذلك ؟ .. لسببين , أولاً لأننا نحب التعذيب الذاتي , بدافع خفي في طيات عقلنا الباطن بإننا لا نستحق الحياة أو السعادة او شيء ما .. كل شخص يظن ان لديه ما لا يستحق بأي حال ..
والثاني : هو الأمل يا عزيزي .. الأمل بأن هذا الشخص سيأتي ولكنه لن يفعل بنا كما فعل ابائنا واصدقائنا الذين اذونا في الطفولة .. سيأتي ويصحح كل شيء .. 
لو دققت في الأمر لوجدت تناقض عجيب .. الأمل لا يمكن أن يتواجد مع العذاب من تكرار تجربة فاشلة , "وحدهم الأغبياء يكررون التجربة ذاتها مرتين ويتوقعوا نتائج مختلفة" .. ولكن في سياق مشاعرنا البشرية المعقدة .. ينزاح التناقض تماماً .. يمكنك أن تظن خاطئاً إنك تكرر تجربة بشرية مرتين .. و بالفعل تأتي بنتائج مختلفة كل مرة .. هنا يتدخل الأمل و يصقل المنطق بنعومته .. 
لنرجع لحلم اليقظة ذاك مرة أخرى ..
الفكرة ذاتها لها طعم شهي في حلقي .. أن أجد تلك الفتاة التي ستتفهم كُل شيء .. تحتضن كُل شيء .. لن تسعى لتغير شيء .. 
أن تتقبل إني شخص هوائي .. اليوم أحب الموسيقى , ولكن بالغد سأحب الرسم ..  وبعده سأرجع للموسيقى مرة أخرى .. 
اليوم أنا متحمس لما أعمله , بالغد سأكرهه .. 
تلك مهمة شاقة للشخص الغير صحيح .. ولكنها سهلة كالتنفس لها ..
أن تعي إني عندما أكتب , فقط أول عشرة سطور سيكون لهم ذلك الخط المنمق المنظم , أما الباقي سيختلف .. 
وأن القلم الذي أكتب به يؤثر بشكل او بأخر علي جمال ما سأكتب من محتوى .. كلما أحببت القلم , كُلما زاد جمال المحتوى ..
ربما ما أقوله آلان هو درب من العته لك .. ولكن لها .. هو المنطق ذاته .. هي ترى ما هو أعمق مما بين السطور .. هي تنظر إليّ و تكشف كُل ما كتب منذ أول صفحة في كتابي .. تخترقني ببساطة .. 
أنا لا أسعى للرومانسية أو الحب الأفلاطوني المؤرق .. أنا أسعى للتقبل .. التقبل اسمىَ .. ان تنظر لشخص ما وتشعر بروحك تسعى للخروج من جسدك لكي تتلامس مع أطراف روحه , أن لا تخجل من طرح ذاتك العارية أمامه , كُل عيوبك وكُل نقاط ضعفك ظاهرة .. فيأتي ببساطة ليضمدها ويقُبلها في حنان أمومي بحت .. أن يشاطرك الألم كأنه هو من يتألم لا أنت ..

كُل ما أخافه , هو إنه عندما أجد ذلك الشخص أن لا ترى عيني طيات كتابه كما يراني هو .. أن لا أخترقه كما يخترقني . تلك فكرة محبطة , وأنا أتجنب التفكير بها .. إن كان لدي أمل كافي بأن أجد تلك التي ستجعلني أرى نفسي إنسان أفضل .. فما المانع بأن أتمنى أن يكون ذلك شيئاً مشترك .. أن أجعلها تتقبل ذاتها بتقبلي لها .. أن أحتضن طفولتها و ما شوه من روحها .. 
أن أجد الجنة علي الأرض .. يومها أظن أن فكرة بقائي علي قيد الحياة ستكون محمسة أكثر..