Friday, December 13, 2013

أصمت يا أحمق

لم أكن أعلم أنني أستمتع بأن أرفض الي هذا الحد .. غبي , غبي ,غبي ...
طلبتها في موعد خارجاً .. ها .. غبي .. بعد عام كامل من تركها لي .. و ستة أشهر من إنقطاع الاتصال .. أظهر فجأة حاملاً لجثث بعض الأحلام و بيدي لفافة من الورد الميت العطن وأقول بكُل جراة .. هلا خرجتي معي في موعد ؟! .. لعين ..


-مش عارفة  .. قالتها رداً علي سؤالي ..-و إذن كيف تحبيني ؟ مش عارفة .. مش عارفة .. مش عارفة !
إن فكرة أنك واقع في الحب تستهلكك أكثر من الوقوع في الحب ذاته ..


-لم أعد كما تعهدني .. قد تغيرت ! .. قالتها محاولة التراجع عن الرد بلباقة ..
أعلم إنكِ تغيرتي ! لنتعرف ثانية .. مرحبا .. أنا (اسمي كذا)! و أنا أحبك !


-لا أريد علاقات في حياتي .. مللت التضحيات ! افهم من فضلك !
تضحيات .. ثانية واحدة قد أختلط عليكي الأمر .. لا أظن أنكِ تفهمي معني هذه الكلمة .. ليس بعد علي ما اظن ..


-قد صرت فتاة مستقلة و مسئولة .. لست كما كنت مدللة !
يا الله .. هذا سبباً يجعلني أتمسك بك أكثر ! ..


-شششش , اسكت .. تقولها هي فيذوب كقطعة شوكولا في يد طفلة لعوب نسيت أن تأكلها .. ثم , ... ثم رمتها بالطبع ..
قد رفضتني .. للمرة ال -- .. لا أعلم فقدت العد عند نقطة ما .. ولا لست حزين .. لا قلبي ليس مكسور !
قلبي متصحر .. متخيل ؟ هو صحراء .. تراب .. فتراب .. لا شيء .. خواء و عدم .. 
عالأقل حاولت ... 
أصمت يا أحمق !

Monday, December 9, 2013

التي كانت ولم تعد كذلك

أفتقدها ؟ .. ربما ! ... لاأعلم لما أتردد .. بالطبع أفتقدها .. قضينا سنوات معاً .. لو لم أكن أفتقدها لربما كنت أملك قلباً من الحديد الُمسلح .. أتمني لو كان هذا هو الحال .. مسكين هو قلبي هذا .. أُدخله فيما لا يعنيه .. هو عضلة لا حول لها ولا قوة و مع ذلك اُحمله ذنوبي كُلها .. و أدعي عليه من وقت للآخر .. لست أنا وحدي من يفعل هكذا .. عمرو دياب أيضاً كان يشكو لقلبه و يقول " ولسه بتحبه يا قلبي ... يا قلبي حرام عليك" .. إن ذاك الخطأ منتشر بيننا كما تري .. لذا نعم .. أفتقدها .. كمدمن يفتقد هيروينه , الذي سيقتله في نهاية الأمر ..
هل هي تفتقدني ؟ .. بالطبع ! لا هذا ليس غروراً مني .. إنما بطبيعة الحال تركنا أثراً في أحدنا الآخر .. أتري ؟ .. هي تتذكرني كما أتذكرها .. وأحياناً أظن اني أخطر ببالها في نفس اللحظة التي هي تعبر بالي فيه !
كيف أتعايش مع إفتراقنا ؟ .. هذا بسيط .. أنا لا أتعايش مع إفتراقنا !
من وقت لأخر أضع نفسي مكانها .. وأتساءل , كيف تفكر بي ؟!دائماً إجابة واحدة تخطر ببالي .. هي بالطبع إجابة أنانية غير موضوعية .. لكنها تريحني لأنها تجعلني أكرهها ولو للحظات , وهو شعور طيب لو تعلم !
ما هي الإجابة !؟ .. حسناً ..هي ربما .. فقط ربما ! تراني .. همم .. لست رجلاً بعد ! لست ملو  هدومي بعد .. لست ملو جيوبي بعد ! حاولت تخيلي أباً لأطفالها .. نجحت فقط علي الصعيد البيولوجي ! أما عن الصعيد المادي .. يا الله لابد أنها تقيأت أو شيء من هذا القبيل ! .. أنا مُفلس تماماً .. هي لم تتركني لأنني مٌفلس لأكون منصفاً .. لا هي تركتني لما ترتب عليه إفلاسي !! لا هدايا .. لا ورود ولا دباديب .. لا خاتم وعد .. لا بزخ عندما نتنزه سوياً .. كُل ما أستطعت أن أقدمه لها هو مشاعري .. كانت كافية , لفترة ما ! ثم لم تعد تكفي !
صورة الحب التي نكونها من الأفلام والأغاني لهي شيء يثير الشفقة ! لا يوجد ذاك الحُب المطلق .. ليس في عالمنا هذا ! ليس في بلدنا هذه !ستحبط بالتأكيد عندما تصطتدم بالواقع .. وهذا هو ما حدث ..
أنا كنت صغير و هي كانت صغيرة ..أنا كنت أنضُج .. أما هي فسبقتني .. في ليلة و ضحاها .. لم أعد قادر علي إحتوائها .. لها مطالب .. دائماً لها مطالب .. إما سقف المطالب زاد إما قدرتي علي تلبيتها هي التي قلت .. دعنا لا نخوض في الموضوع أكثر .. قد ذهبت .. وأنا تبقيت .. بلحيتي غير كاملة النمو .. وعويناتي التي لا أستطيع أن أستغني عنها .. وذهب بعدها كثيرون .. كانت هي البداية فقط !
كنت أحاول أن احسن من حالتي النفسية بأن أقنع نفسي بأنها ماتت ! نعم .. كانت الفكرة تبدو أفضل وقتها .. هِاي ! علي الأقل لم تتركك بإرادتها ها ! ثم ذقت الموت ! .. بالطبع لست من ذاقه حرفياً ! كُف عن المزاح من فضلك !
لا .. إن الكلمات الآن لها لزوجة العسل ومرارة المُر في حلقي ...واحداً تلو الآخر رحل من عالمي .. واحد تلو الآخر سبقني للآثير .. واحداً تلو الآخر يذكره الناس أمامي بالمرحوم قبل اسمه , تسمع أشياء مثل : .هو الآن بمكان أفضل ! .. من قال أن هنا هو المكان الأسوأ .. ربما هو كذلك ! لكني أفتقده .. أصمتوا !
بكيت كما لم أبكي في حياتي من قبل ! .. أنا أتذكر في طفولتي عندما كنت أُشاهد مشهداً مؤثراً في فيلماً ما ! ليكن مثلاً مشهد غرق دي كابريو في تيتانيك .. لك أن تتخيل .. طفلاً في العاشرة يحاول أن يكبح دموعه .. لا يعلم لم يريد أن يبكي .. لكن رباه ! أنت .. دي كابريو كفاك مزاحاً .. إن صديقتك تبكي .. هيا أصعد للسطح ! أيها اللعين .. أكرهك .. أتري .. أجبرتني علي البكاء !
كنت أكره أن يجبرني المشهد علي التدميع لأكون منصفاً .. لذا توقفت عن ذرف الدموع .. صرت رجلاً يا أولاد الكلب يا مُدمعين أنتم !
أو هكذا ظننت في نفسي .. نادراً ما كنت اتأثر .. لكن متي تعلمت أن اذرف الدموع مرة جديدة ! بالطبع علي يدها ! حبيبتي التي كانت ولم تعد كذلك !


Thursday, December 5, 2013

لكننا واحداً

الساعة الثانية عشرة ظهراً , إنتهت تواً محاضراتي لليوم .. لست شخصاً يفضل الإطالة في الكلية بأي حال , لأتوجه إلي المنزل إذن ..
معي السيارة .. رائع .. سيكون هذا خميساً جيداً .. مثل الأيام الخوالي .. لنرجو هكذا علي الأقل..
لا أعلم ماذا دهاني هذه الأيام ,أعلم أنني أحب القيادة السريعة , خاصةً عندما أكون وحدي ,لا أحبذ فكرة بث الرعب في قلب المسكين تعيس الحظ الذي شاءت الأقدار الكونية أن يكون بجانبي في هذه الفترة من حياتي ..
أين كنا ؟ نعم .. أحب القيادة السريعة , لكن ليس هكذا !
ربما الملل الذي ينتابك وأنت تضيع المزيد من الوقت , "المزيد من عمرك" علي هراء لا طائل منه كأن تصل من الكلية إلي منزلك ..
كم هي سريعة قيادتي ؟ .. حسناً .. لنقل إن متوسط سرعتي علي الأوتوستراد هو 100كم/ساعة , أما سرعتي علي منحدر/مطلع المقطم هو 100 نزولاً .. 80 صعوداً .. أتري .. لست سريعاً تماماً كما ظننت !
------------------------------------------------
حسناً دعني أتكلم عن نفسي في الفترة القادمة بصيغة الغائب .. لم أعد "أنا" بل صرت "هو" ..
"هو" ههنا هو "أنا" الأخر .. "أنا" في زمان و مكان مختلفان .. في بعد زمكاني مختلف .. نتشابه و نتناقض .. لكننا واحداً ..
نعم لازلت طالبأ في كلية الهندسة .. لازلت متقلب المزاج .. الإختلاف بيني وبينه هو إختلاف في تفاصيل دقيقة .. مُحصلة تجميعها يجعلنا مختلفين .. بل كما قلت , يجعلنا متناقضين .. بل ربما لو قابلته .. لكرهتني .. أقصد كرهته ..
يتلاقي المتجه الزمكاني الخاص به و الخاص بي في نقطة .. شاءت الاٌقدار أن تكون اليوم .. الخميس .. الساعة الثانية عشرة ..
أنا أمام سيارتي .. و هو -بالطبع- أمام سيارته ..
أنا وصلت بيتي بسلام .. أما هو ..
--------------------------------------------
ركب السيارة .. همم.. المرآه الجانبية .. أهه هكذا .. من اللعين الذي يعبث بها بإستمرار ؟!
الأوتوستراد يبعد 7 دقائق بالسيارة عن الكلية .. معه .. هم إثنان فقط ..
القلعة تلوح في الأفق .. عداد السرعة يقترب من المئة .. بعض الزحام المعتاد .. لا مشكلة , قد أجاد فن "تخييط" الأوتوستراد .. لو كان الأوتوستراد قطعة قماش مهترئة لصارت كالجديدة الآن ..
عداد السرعة يقترب من المئة و عشرين .. نحن نتكلم عن ثوانٍ ههنا .. ابق يقظاً ..
القلعة تبدو أكثر وضوحاً ... مهلاً.. قرص الشمس كان مختبئ في استيحاء وراء القلعة .. اللعين تشجع الآن وظهر .. لم يكتفي بالظهور بل يريد إصابتي بالعمي ..
هاي , أبتعد أيها القرص الغبي .. ألا تري أنني في عجلة من أمري .. اريد ان أرجع لسريري حالاً .. هيا أغرب عن وجهي ..
بالطبع -كما تعلمون- لم يستمع القرص إلي كلامه ..
ما هذا الذي يحدث .. لم رأسي تلتصق بالسقف .. من قلب السماء وجعلها في الأرض ؟ .. مأذنة القلعة !! اللعنة , إنها معلقة في الهواء .. يا ليت معي وقت لألتقط صورة لها .. لربما جمعت عدد رتوتة ولايكات كبير و .. لم يتسارع قلبي هكذا .. هاي اهدأ و استمتع باللحظة .. لا تري قلعة صلاح الدين معلقة في الهواء كل يوم
كراك كراك كرررر .. الزجاج الأمامي تحطم .. أم هذه ضلوعي ؟
كخخخخخ .. السقف يحتك بالأسفلت وينبعج فوق رأسي .. أم رقبتي هي التي تنبعج ؟ ..
عويناتي ! اين هي .. دوماً تختفي وقتما تحتاجها ..
ابتسم عزيزي .. ها هي النهاية .. ابتسم .. من يحتاج لعوينات في لحظة كهذه علي أي حال ؟
لا , لا تتراجع عن الإبتسام الآن .. لطالما وددت أن تقابل نهايتك مبتسماً .. أن تنظر لها في عينها و تقول ! :
أنت , تباً لكي .. أنا لا أخشاكي .. هيا .. أفعلي ما أتيتي لأجله ..
الظلام يسود .. فلا تشعر بالزجاج يخترق صدرك , ولا بعامودك الفقري و هو يتهشم , ولا جلدك الذي ينشوي من إحتكاكه بالأسفلت بسرعة 100كم/ساعة .. أنه مشهد مضحك للأسف .. أنت تترضي علي الأسفلت .. كالكرة .. تقفز في الهواء .. ترتطم بالأسفلت حتي تفاجأ ان سرعتك أكبر بكثير من أن تتوقف .. فتتطير في الهواء مرة أخري .. وترتطم .. مرة أخري .. لا ليست بأخيرة !
تستقر بجانب الرصيف .. تكاد تسمع الهرولة من حولك وصوت المكابح للسيارات الأخري .. يتجمع حولك الجميع .. تكاد تسمع لا حول ولا قوة إلا بالله .. أحدهم يقول .. كان ماشي بسرعة يستاهل .. الرعديد .. لو كنت في صحتي الأن لهشمت وجهه ..
أستسلم ؟ .. لا أدري .. لا اظن هذا القرار لا يزال في يدي .. ربما قد أستسلمت بالفعل وأنا أضغط علي الدواسة .. وأنا أراقب العداد في نشوة .. لربما أعتبرني القدر هكذا أوقع علي شهادة وفاتي بنفسي .. فما كان بيده سوي أن ينفذ رغبتي .. حسناً سأستسلم .. لكن بأبتسامة تعلو وجهي .. أيتها النهاية تذكريني ! أنا الذي ضحك في وجهك ! لا أخشاكي .. تباً لكي أتعلمين ؟!
أمي ستقهر .. أبي سيلحق بي غالباً .. اه .. لا شيء بيدي الأن .. لا مجال للتراجع بأي حال .. أبتسم ..
ها هي أتية .. أبتسم !
تقترب ..
أهي مبتسمة ؟
لا إنها تبكي ! .. تقول لي لا ترحل ! أنت أفضل من هذا !
لكن أيتها النهاية .. أيها الموت .. أنا رجل .. والرجل لا يخشي الموت ..
لهذا أبكي يا صغيري .. أنت لست برجل بعد .. ارجع أرجوك ..
-لكن ! قد مضيت ..
-أرجع .. سأسامحك هذه المرة .. هيا أغرب عن وجهي .. سأتذكرك كما تشاء .. أنت شجاع .. سعيد هكذا ! ها قلتها .. هيا إذهب ..
-أشحن يا حسن 80 فولت-
جاهز ؟ طراكـــ .. يعلو صدره في الهواء ..
-90 يا حسن , بسرعة !! يلعن دين أمك يا حسن !
طراكـــــ , يرتفع صدره أعلي ..
بيب , بيب , بيب , بيب , بيب ...