Friday, November 6, 2015

كنت محظوظاً بشكل كافي.

كنت محظوظ بشكل كافي لكي أشهد تغير أشخاص كانوا يوماً قريبون جداً من قلبي.
وشاءت الأقدار ان أولد شخصاً قوي الملاحظة وعلمتني دراستي ان الُّخص استنتاجاتي بشكل سريع بهامش خطاً محدود.
وها انذا اليوم أملك كراسة افتراضية تحوي صفحاتها كتيبات صغيرة وفصولاً، فصلاً لكل شخص ذهب ولم يعد.
أتصفحها من آن لأخر، صدفةً أو عن عمد. وكُل مرة أنتهي من قراءة فصل أو إضافة أخر أشعر بحالة من الانبهار.
فالشخص الذي انقطعت عن معرفته منذ 4 سنوات، والذي كان فارغاً من الداخل، لا هوايات له ولا شغفاً يملاً فراغه!
أراه الآن شخصاً أخراً، ناضجاً، في طريقه للامتلاء، وجد شغفه واراقبه عن بعد وهو يلتهمه. وبالرغم انني لا أزال منقطع عن التواصل مع هذا الشخص إلا إنني همممم، فخور ربماً، منبهراً بالتأكيد. أظن ان هذا هو أقرب شعور لما يشعره أب أو أم وهو يراقبون أطفالهم يتحولون لحظة بعد الأخرى لكيانات جديدة، شخصيات مستقلة واراء في الغالب تُعاكس إرادتهم.
لا أقول إنني أشعر شعوراً أبوياً تُجاه هؤلاء أصحاب الفصول في كتيبي الوهمي، الحقيقة إنني لا أكترث أبداً سواء تحسنوا ام لا. فالصفحة التي تُكتب في كُتيبي الصغير لا يمكن ان تُمحى , ومن يدخل الكتيب نادراً ما يخرج، هممم , في الحقيقة لا يخرج ابداً ..
كُل ما يناغش تفكيري هو تغيرهم، تحولهم من قوالب مفرغة إلى منابع وافرة.
أتمنى بحق لو كنت فصلاً في كتيباً وهمياً في مخيلة شخص أخر، وكم ستكون سعادتي لو استطعت قراءة بضعة سطور عن نفسي التي كانت والان أصبحت.
فبالفعل انا محظوظ، لكن لا اظن إن حظي قد بصل إلى هذا الحد.






Saturday, September 26, 2015

..توأمي

حلماً غريباً ، كنت فيه حبيباً لإمرأة لم أستطع تمييز وجهها بعد ان افقت ، وكنت فيه اباً روحياً لفتى ما ، وكنت فيه نفسي بجانب توأمي .. نعم ، كان لي توأماً ..
لكني لم احبه ، كان يعامل حبيبتي بخشونة ، وكان يقسو على ابني الروحي ، حبيبتي كرهته وأحبتني ،
كنت في أحضانها وهو يصرخ في وجهها ، كنت أقبل ثغرها و فمه يتشدق لعاباً إثر عصبيته ..
كنت أتنفسها وهو يغادر الغرفة ..
أتذكر انني شعرت بالراحة ريثما غادر .. أتذكر أيضاً انني نظرت لها ، عينيها بنيتين ، كمثل 99 بالمائة من باقي البشر ، الفرق الوحيد انني استطعت أن أرى وراءهما ، كأنهما شاشات عرض ..
موجة من الأمان أجتاحتني ، انا لست متأكداً انها تحبني ، أنا أعرف إنها تحبني ..
وشت بها عينيها ، استأنفت العناق ، وهمست لها في اذنها أنني أريد ان أمارس معها الحب ، فهلا طلبت من أبننا الفتى ان يغادر الغرفة ، أنا لا أخجل منه ، ولكني لا أريد ان أشعر بكينونة غيرها ..
هزت رأسها في موافقة ، و عينها أغلقت لجزء من الثانية .. وتلاحمنا ، عندها أفقت ..
سيطرت عليَ فكرة واحدة ، كم انني سعيد إنني كنت انا ولم أكن توأمي ! وإنه غادر غاضباً ، فليذهب إلى أعماق الهاوية ، لا أكترث .. 

Sunday, March 22, 2015

من أنا ؟

كتبت ما يقرب من العشر مقدمات، ومسحتهم جميعاً، انا هنا الآن فوق حاسوبي هذا لكيما أسجل بعض الأحداث، أنا ههنا كيما أخلق التاريخ. لنفسي ولنفسي فقط. فلا شيء قد يخلد أي قصة سوى نزفها فوق الورق. وأنا ههنا ممسكاً بسكين موجهاً لجبهتي أحاول ان أنزف هذه القصة
كيف بدأت ؟ .. لا أتذكر التواريخ , ولا هي .. وقد أحببت ذلك عنها , فما أهمية تذكر التاريخ ان لم نتذكر ما حواه في قلوبنا .. 
كيف تطورت الأحداث ؟ بسهولة , كما التنفس ! يبدو ذلك مقتضباً أكثر من اللازم , أعرف .. ولكن "والمصحف" هذا هو ما حدث , كنت أتنفس فوقعت في حبها !
كنت بالأمس وحيد , واليوم صارت معي .. ولم تعد الحياة سوداء كما كانت , أو ظلت سوداء ولكني لم أكترث , لأنها هنا .. 
ان كان شيء أولى بالتذكر , فسيكون لذة البداية , حين كانت تكتشف تفاصيلي , حين علقت على هالات السواد تحت عينيّ وقالت إنهم يعجبونها .. حين أبديت لها إعجابي بيديها و كيف تخيلت إنسجامها داخل يدي .. 
ثم شيئاً فشيء تعرفت على كيانها المعقد , كيف تفكر و ما الذي جعلها من تكون اليوم .. 
كنت أعلم إني أذوب بلا رجعة .. كانت تذكرني بنفسي ولا أعلم لم! فأنا أعرف اليوم إننا لا نتشابه مطلقاً .. ربما نفس درجة التعقيد هو ما يجمعنا .. 
جميلة كانت و ستظل , وروحها لها خفة حبات الرمل , و كحبات الرمل لا تستطيع يديك استيعابها دون ان تتسرب منك .. 
"دوماً تصرف مع من حولك بطبيعتك, فقط تذكر إن أمكانية خسارتك لأي شخص مهما كانت معزته لديك موجودة, تذكر هذا يا صديقي, لأن ذلك مفتاح خلاصك"
وفي هذه الجملة كان بالفعل خلاصي، ففي اسبوع واحد انقلب عالمي رأساً على عقب ووجدت نفسي في بينوس مدينة نصر أمام فتاتي التي أحببتها، تصارحني بأن الساعة الأن العاشرة مساءً وان هذه هي نهاية يومنا وقصتنا.
بالطبع خانتي تعابير وجهي رغماً عني، ولكني تماسكت حتى رحلت. قلبي اللعين هو الذي خانني وارتفع ضغطي حتى انني لم أكن اقوى على الوقوف دون ترنح. كلمت أحد الأصدقاء وقلت له إما ان يأتي إليّ حالاً إما سأنام ههنا على الأرض. وأتي لي رغم كل شيء، وانا له شاكر وممتن. في تلك المواقف تظهر معادن الأصدقاء على ما أظن.
سؤالاً واحداً لم يفارق ذهني كل هذه الفترة!
من أنا؟ هذا سؤال مثير للاهتمام، وبالأخص الو خطر على ذهنك في الثانية بعد منتصف الليل.
لم يداعبك النوم منذ يومين، ومثله الأكل لم تلامسه
تمرر يديك بين ثنايات شعرك وتسند برأسك على الحائط البارد. تأخذ نفساً عميقاً وتتساءل مجدداً
"من أنا بحق الجحيم ؟"
هل انا المهندس، النابغ، متوسط التقدير "تطوعاً" كما ازعم؟
ام إني لست بنابغ ولا أمتلك سوي آليات دفاع نفسية جيدة تجعلني ارى نفسي نابغاً بحق!
هل انا الكاتب الهاوي الذي تلون شاشة حاسوبه غرفته ليلاً بنوراً أبيض تتخلله حروف سوداء يتصور هو إنها ستخفف من ألام صدره
ام إنني عازف الهارمونيكا، عشيقها السري، الذي يختلس حبها وينشق رحيقها كلما سنحت له الظروف او كلما فاض به اشتياقها؟
ام انني ابن، لعائلة من الطبقي الوسطى، جداً. لأب مسن جداً. وأم هيستيــــ... حسناً، ما علينا
ام انني مسيحي، ابن الآلة ذاته، مسم، لا أظن ان ابناء الآلهة سيجلسون امام الحاسوب في مثل هذا التوقيت يفكرون في ال identity crisis الخاصة بهم
ام انني قارئ، متوسط. يحب الكتب ويود لو حبها أكثر.
ام انني لا شيء، pulp، منعدم الكيان، موجود لأنني موجود لا لأضيف شيئاً. اتنفس لأنهم جميعاً يتنفسون ولو ملكتني مفاتيح لوحتي العصبية صدقني ستختلف النتيجة
ام انني كل ما لم اكتبه ههنا. انا كل ما لا اعرفه عن نفسي، وهو الذي قادني لهذه اللحظة دون ان أدري
حسناً، ضغطي يزيد وضربات قلبي تتسارع، ويداي تبدأن بالرجف. وأفتقد برونو أكثر من أي شخص
أكثر من حبيبتي التي صارحتني بأن الساعة العاشرة من مساء أول أمس كانت تنكتب نهايتنا، أكثر من خالي الذي رحل عن عالمنا منذ ما يقرب العامين وبدأت بالنزف روحي من وقتها، ولم تكف
نعم برونو. لم يكن من المفترض ان يتركني هكذا. كنت ولا وزلت أحتاجه صغيري العزيز
كنت أود لو أجد سبباً منطقياً لاشتياقي له بعد كل هذا الوقت الذي مر على وفاته، يقولون ان الله محبة، لم يجربوا الكلاب هؤلاء ...!
انا احاول ان أكف عن التدخين منذ اسبوع، هذا الطريق بالطبع انحرف تماماً اثناء روي حبيبتي ما يجول ببالها أخر مرة تقابلنا، أردت لو أدخن القاهرة كلها. ولكني بالطبع أحاول مرة أخرى الآن 
ولا أعرف أين سينتهي بي هذا الطريق، ولكني اتمني ان لا تكون أخرته لحن حزين، ولو حدث فأرجو ان تنسيني ذلك السيجارة في الحقيقة. حسناً سأذهب خارجاً لأختلس سيجارة. لاحقاً
And God Said let there be light, Then she appeared... but not for too long...