Monday, January 13, 2014

الإنتحار وسيارتي وبعض الأشياء الأخرى


فكرة الإنتحار أو .. لنكون أدق .. مرحلة الإنتحار .. إحدي المراحل التي في الأغلب مررنا بها .. 
وهي تقع من الإعراب بين المراهقة والنضج ..
يظن الشخص منا إنه إذا هدد العالم كفاية قد يخاف منه وينفذ له ما يتمني .. 
وما يتمنى هنا قد يتفاوت بين "أريد موبايل جديد" إلي "زوجوني منه/منها وإلا .. "
وتأتي المفاجأة والصدمة الأولي : العالم من حولك لا يكترث ..
من وسط ال7 بليون نسمة المتراكمين فوق صفائح الكوكب التكتونية .. لن يكترث الكوكب بمُعضلات حياتك و يتكرم حتي بالنظر إليك ..
وتعرف لماذا ؟ .. 
لأن -ببساطة- حياتك غير مهمة بالمرة .. أنت وللحق هو الشخص الوحيد الذي من المفترض أن يكترث لحياتك ..
من المُفترض -نظرياً- إنني انتهيت من مرحلة المُراهقة .. أو هي إنتهت مني لا أعلم تحديداً .. ولم تسيطر عّلي فكرة الإنتحار يوماً .. احياناً تبدو الفكرة مُغرية .. ولكن ذلك لا يدوم لأكثر من ثلاث ثوان .. ثم أتخيل أمي وهي تنهار من الخبر وأتراجع ..
مهلاً إذن .. يبدو أن لدي ما أخسره ! .. وهذا هو سبب تراجعي عن الفكرة (التي لم تسيطر علّي يوماً ) ..
 وإن كان لديك ما تخسره فأنت تخدع نفسك لو ظننت إنك مستعد للرحيل ..
عن نفسي .. أوجدت بدائل في رأيي أفضل من هذه الفكرة ..
إليك الحل :
كُلما جلست علي مقعد السيارة .. ولخمس ثوان , أخاطب الله ..
-إلهي العزيز .. مرحباً .. اليوم نتقابل ؟ .. حادثة مثلاً ؟
وتعلم بماذا يرد ؟ ..
بالطبع تعلم ! .. هو يتجاهلني تماماً .. كأي أب إذا سأله ولده نفس السؤال يوماً !
أتعلم متي اتفاجأ؟ ..
لو جاءني رد ! ..
-هلا يا بني .. مللت تساؤلك .. اليوم نتقابل .. نعم حادثة .. سأفتقدك حتي وقتها .. الوداع الان .. سأذهب لتحضير مكان لإستقبالك ..
------
أنا وأنت .. أجبن من أن نترك الحياة ببساطة هكذا .. والدليل هو قلقي ..
ولأن دائماً يوجد لدينا ما نخسره ..
والحقيقة إنني كنت خجِّل من الإعتراف بما سبق وقلته .. أنا لست جبان .. ولا أخاف الموت !
ولكننا نولد و غريزة البقاء تندفع في عروقنا .. نتجنب النار و السيارات المسرعة و نقلق من سيرة الموت ..
----

وتلك هي الخُدعة ! نحن نتجنب الموت طيلة حياتنا , لإن ببساطة لم تحن نهايتها بعد .. 
وحينما يأتي الوقت .. (الذي في إعتقادي هو إتفاق منسي بيننا وبين الله) .. لن تكون لدينا ذرة خوف .. ستكون مُقابلة مهيبة إنتظرناها طيلة عُمرنا .. 
----
حتي تأتي تلك اللحظة .. خُذ بعض الوقت واختلي بنفسك .. 
امسك ورقة وقلم و احسب عدد الأشخاص في حياتك , من منهم يحبك حُب غير مشروط , من منهم قد يتلقي طلقة طائشة بدلاً منك !! من منهم قد تفديه أنت بحياتك ؟! 
لو وجدت شخصاً واحداً !! .. سأراك فارغاً من الحجج .. لديك ما يستحق ان تعيش من أجله ! .. لديك ما تخسره .. سأحتقرك إن استسلمت ! .. 
ولا تقلق بالعموم .. كما قلنا هي مرحلة .. يبدو إني انا الاخر مُحتجز بها معك بشكل أو بأخر .. لكنها ستنتهي .. بالتأكيد ستنتهي .. حينها سأركب أنا السيارة وأخاطب الله في أشياء أهم من موعد لقاءنا .. و قد أدعوك لشرب بعض المانجو الطازج علي قهوة ما تطل علي بحر اسكندرية .. وسنتمارح انا وانت عن كم كنا سخيفين .. وسنضحك حتي يصيبنا الغثيان ونفقد التوازن .. ربما سنركب سيارتي بعدها وننطلق .. وسأصمت لخمسة ثوان من جديد .. 
-إلهي العزيز .. مرحباً .. نعم فات الكثير .. هلا حفظت الراكب بجواري اليوم !؟ يبدو شخصاً لطيفاً ولا اريد أن تكون نهايته علي يدي داخل هذه السيارة .. لاحقاً إذن .. 


Wednesday, January 1, 2014

حلم يقظة

أتعلم ماذا أريد ؟
أريد أن أركب سيارة .. ليست سيارتي .. أريد واحدة أسرع ثلاث مرات علي الاقل .. وبعض المطر لترطيب سطح الأسفلت .. بالطبع ليس لأداري دموعي كما يقول أشباه الرجال هؤلاء ..
سيارة بعصا تغيير سرعات يدوي .. وطريق مفتوح للأمام حتي انه يكاد يبدو ملتحماً بال-لانهاية ..
أضغط علي دواسة البنزين بكل عزم .. وأطلق دواسة الدبرياش في عجلة .. تصدر السيارة صهيلاً كوحش يعذب يرجو الحرية ..
حبات المطر ستجعل الاطارات تصرخ علي الارض عند الانطلاق .. سينبعث منها الأدخنة و يتطاير الغبار المندي .. رائع ..
سأحدث ضجة .. وأرجو أن لا تكون مسموعة .. ضجة صامتة ..
أنطلق بالسيارة التي بعد تفكير قررت أن تكون BMW M3 .. حبات المطر ترتطم بالزجاج الأمامي كالحشرات علي الطريق الزراعي .. تتهشم و تنقسم و تتطاير من فوقه .. هذا في البداية .. مع الإقتراب من 170 كم/ساعة سيتحول المشهد من الزجاج الأمامي إلي لوحة أورجازمية لمحبي السرعة .. ستبدو السيارة كأنها تخترق جدار المطر الساكن .. سيسكن الكون حولك و تري حبات المطر متجسدة شبه معلقة في الهواء و أنت تطعنها بمقدمة السيارة و تهشمها ..
لا مانع من بعض العوائق في الطريق والتي سأتفداها بمنتهي المتعة .. يمين .. يسار .. أضغط بنزين ..لا .. مكابح .. هذا عائق و هذا مطب .. هذا سد و هذه حفرة .. هنا أطير بالسيارة وهنا اهدئ من زئير محركها ..
نشوة ..

ماذا أريد بعدها .. ؟ لا شيء .. سأحصل علي سلام مؤقت .. وأكررها كلما نفذ .. ربما .. فقط ربما .. يحدث ما أرجوه دون قصد مني .. عندها نرتاح جميعاً .. عندها يعم السلام دون الحاجة لصدمات من الأدرينالين الساري في العروق ..