Saturday, March 1, 2014

يوميات مع شبيهي في المرآة .

مرة أخرى أقف أمام المرآة , هالات من السواد تحتل أسفل عينيّ .. اللون الأصفر يغطي بياض البؤبؤ , الشعيرات الدموية باهتة ..
مرة أخرى في بداية يوم جديد وأنا أبتسم غصباً في المرآة وأتكلم مع شبيهي القابع أمامي , قرأت إن ذلك يحسن من الصحة النفسية بشكل عام , لكن صار الأمر عادة لا يمكن التخلص منها الآن ..
بالأول كرهته , شبيهي هذا .. ثم اشفقت عليه , ثم أحببته الآن ..
اليوم اراك قد صرت رجلاً .. قلتها له .. كان قراراً صعباً , لكنه ضروري .. أنصاف الحلول لا تليق بك ..
يرد بنظرة مكسورة من عينه المائلة للصفار ..
هّاي , لا تنظر لي هكذا , قد تناقشنا بهذا الأمر مراراً وتكراراً .. ! أنا و أنت لسنا حقل تجارب لمشاعر تلك الفتاة الغير مكتملة !
أعلم إنك لا تزال تكن لها المشاعر , يمكنك مضاجعة نفسك لو أردت .. هذه المشاعر لا قيمة لها امام الألم الذي ستعيشه مجدداً ..
أنا لست قاسي .. أنت الرخو !
أنا أفكر أحياناً بطريقة ما أقتلك بها , أعلم إني لو هشمت المرآة الآن لن يؤثر ذلك بك , ستطاردني بمنامي أيها الوغد ..
أنظر إليّ وقُل لي في عيني إني أكذب , قُل لي ان الأمر لن يكون مؤلماً لو تخلت عنك من جديد ..
ينظر للأرض ويتفادى تلاقي أعينا .. وغد رخو ..

كما توقعت , أنا علي حق مرة أخرى , هذه المرة لن أدعك تلين كما فعلت سابقاً .. هذه الأيام ولت ..

هيا الآن , لنا 10 دقائق ونحن بالحمام , دع الماء الدافئ يتدفق فوق رقبتك .. الطم وجهك ببعضاً منه ..
دمعة تتسرب من عينه اليسرى , لا لا , هذه نقطة مياه ..
إهدأ .. تخلص من الادرينالين و من حرارة جسدك , هاك , بعض الماء البارد ..
ها , هكذا .. نعم .. هكذا أفضل ..
أرفع يدي المبللة وأمدها لأغلق مفتاح النور .. يختفي .. مؤقتاً ..