مرة أخرى أقف
أمام المرآة , هالات من السواد تحتل أسفل عينيّ .. اللون الأصفر يغطي بياض البؤبؤ
, الشعيرات الدموية باهتة
..
مرة أخرى في
بداية يوم جديد وأنا أبتسم غصباً في المرآة وأتكلم مع شبيهي القابع أمامي , قرأت إن
ذلك يحسن من الصحة النفسية بشكل عام , لكن صار الأمر عادة لا يمكن التخلص منها الآن ..
بالأول كرهته
, شبيهي هذا .. ثم اشفقت عليه , ثم أحببته الآن ..
اليوم اراك
قد صرت رجلاً .. قلتها له .. كان قراراً صعباً , لكنه ضروري .. أنصاف الحلول لا تليق
بك ..
يرد بنظرة مكسورة
من عينه المائلة للصفار
..
هّاي , لا تنظر
لي هكذا , قد تناقشنا بهذا الأمر مراراً وتكراراً .. ! أنا و أنت لسنا حقل تجارب لمشاعر
تلك الفتاة الغير مكتملة
!
أعلم إنك لا
تزال تكن لها المشاعر , يمكنك مضاجعة نفسك لو أردت .. هذه المشاعر لا قيمة لها امام
الألم الذي ستعيشه مجدداً
..
أنا لست قاسي
.. أنت الرخو !
أنا أفكر أحياناً
بطريقة ما أقتلك بها , أعلم إني لو هشمت المرآة الآن لن يؤثر ذلك بك , ستطاردني بمنامي
أيها الوغد ..
أنظر إليّ وقُل
لي في عيني إني أكذب , قُل لي ان الأمر لن يكون مؤلماً لو تخلت عنك من جديد ..
ينظر للأرض
ويتفادى تلاقي أعينا .. وغد رخو
..
كما توقعت
, أنا علي حق مرة أخرى , هذه المرة لن أدعك تلين كما فعلت سابقاً .. هذه الأيام ولت ..
هيا الآن , لنا 10 دقائق ونحن بالحمام , دع الماء الدافئ يتدفق فوق رقبتك
.. الطم وجهك ببعضاً منه ..
دمعة تتسرب من عينه اليسرى , لا لا , هذه نقطة مياه ..
إهدأ .. تخلص من الادرينالين و من حرارة جسدك , هاك , بعض الماء البارد ..
ها , هكذا .. نعم .. هكذا أفضل ..
أرفع يدي المبللة وأمدها لأغلق مفتاح النور .. يختفي .. مؤقتاً ..
دمعة تتسرب من عينه اليسرى , لا لا , هذه نقطة مياه ..
إهدأ .. تخلص من الادرينالين و من حرارة جسدك , هاك , بعض الماء البارد ..
ها , هكذا .. نعم .. هكذا أفضل ..
أرفع يدي المبللة وأمدها لأغلق مفتاح النور .. يختفي .. مؤقتاً ..