Friday, November 6, 2015

كنت محظوظاً بشكل كافي.

كنت محظوظ بشكل كافي لكي أشهد تغير أشخاص كانوا يوماً قريبون جداً من قلبي.
وشاءت الأقدار ان أولد شخصاً قوي الملاحظة وعلمتني دراستي ان الُّخص استنتاجاتي بشكل سريع بهامش خطاً محدود.
وها انذا اليوم أملك كراسة افتراضية تحوي صفحاتها كتيبات صغيرة وفصولاً، فصلاً لكل شخص ذهب ولم يعد.
أتصفحها من آن لأخر، صدفةً أو عن عمد. وكُل مرة أنتهي من قراءة فصل أو إضافة أخر أشعر بحالة من الانبهار.
فالشخص الذي انقطعت عن معرفته منذ 4 سنوات، والذي كان فارغاً من الداخل، لا هوايات له ولا شغفاً يملاً فراغه!
أراه الآن شخصاً أخراً، ناضجاً، في طريقه للامتلاء، وجد شغفه واراقبه عن بعد وهو يلتهمه. وبالرغم انني لا أزال منقطع عن التواصل مع هذا الشخص إلا إنني همممم، فخور ربماً، منبهراً بالتأكيد. أظن ان هذا هو أقرب شعور لما يشعره أب أو أم وهو يراقبون أطفالهم يتحولون لحظة بعد الأخرى لكيانات جديدة، شخصيات مستقلة واراء في الغالب تُعاكس إرادتهم.
لا أقول إنني أشعر شعوراً أبوياً تُجاه هؤلاء أصحاب الفصول في كتيبي الوهمي، الحقيقة إنني لا أكترث أبداً سواء تحسنوا ام لا. فالصفحة التي تُكتب في كُتيبي الصغير لا يمكن ان تُمحى , ومن يدخل الكتيب نادراً ما يخرج، هممم , في الحقيقة لا يخرج ابداً ..
كُل ما يناغش تفكيري هو تغيرهم، تحولهم من قوالب مفرغة إلى منابع وافرة.
أتمنى بحق لو كنت فصلاً في كتيباً وهمياً في مخيلة شخص أخر، وكم ستكون سعادتي لو استطعت قراءة بضعة سطور عن نفسي التي كانت والان أصبحت.
فبالفعل انا محظوظ، لكن لا اظن إن حظي قد بصل إلى هذا الحد.






No comments:

Post a Comment