Monday, December 9, 2013

التي كانت ولم تعد كذلك

أفتقدها ؟ .. ربما ! ... لاأعلم لما أتردد .. بالطبع أفتقدها .. قضينا سنوات معاً .. لو لم أكن أفتقدها لربما كنت أملك قلباً من الحديد الُمسلح .. أتمني لو كان هذا هو الحال .. مسكين هو قلبي هذا .. أُدخله فيما لا يعنيه .. هو عضلة لا حول لها ولا قوة و مع ذلك اُحمله ذنوبي كُلها .. و أدعي عليه من وقت للآخر .. لست أنا وحدي من يفعل هكذا .. عمرو دياب أيضاً كان يشكو لقلبه و يقول " ولسه بتحبه يا قلبي ... يا قلبي حرام عليك" .. إن ذاك الخطأ منتشر بيننا كما تري .. لذا نعم .. أفتقدها .. كمدمن يفتقد هيروينه , الذي سيقتله في نهاية الأمر ..
هل هي تفتقدني ؟ .. بالطبع ! لا هذا ليس غروراً مني .. إنما بطبيعة الحال تركنا أثراً في أحدنا الآخر .. أتري ؟ .. هي تتذكرني كما أتذكرها .. وأحياناً أظن اني أخطر ببالها في نفس اللحظة التي هي تعبر بالي فيه !
كيف أتعايش مع إفتراقنا ؟ .. هذا بسيط .. أنا لا أتعايش مع إفتراقنا !
من وقت لأخر أضع نفسي مكانها .. وأتساءل , كيف تفكر بي ؟!دائماً إجابة واحدة تخطر ببالي .. هي بالطبع إجابة أنانية غير موضوعية .. لكنها تريحني لأنها تجعلني أكرهها ولو للحظات , وهو شعور طيب لو تعلم !
ما هي الإجابة !؟ .. حسناً ..هي ربما .. فقط ربما ! تراني .. همم .. لست رجلاً بعد ! لست ملو  هدومي بعد .. لست ملو جيوبي بعد ! حاولت تخيلي أباً لأطفالها .. نجحت فقط علي الصعيد البيولوجي ! أما عن الصعيد المادي .. يا الله لابد أنها تقيأت أو شيء من هذا القبيل ! .. أنا مُفلس تماماً .. هي لم تتركني لأنني مٌفلس لأكون منصفاً .. لا هي تركتني لما ترتب عليه إفلاسي !! لا هدايا .. لا ورود ولا دباديب .. لا خاتم وعد .. لا بزخ عندما نتنزه سوياً .. كُل ما أستطعت أن أقدمه لها هو مشاعري .. كانت كافية , لفترة ما ! ثم لم تعد تكفي !
صورة الحب التي نكونها من الأفلام والأغاني لهي شيء يثير الشفقة ! لا يوجد ذاك الحُب المطلق .. ليس في عالمنا هذا ! ليس في بلدنا هذه !ستحبط بالتأكيد عندما تصطتدم بالواقع .. وهذا هو ما حدث ..
أنا كنت صغير و هي كانت صغيرة ..أنا كنت أنضُج .. أما هي فسبقتني .. في ليلة و ضحاها .. لم أعد قادر علي إحتوائها .. لها مطالب .. دائماً لها مطالب .. إما سقف المطالب زاد إما قدرتي علي تلبيتها هي التي قلت .. دعنا لا نخوض في الموضوع أكثر .. قد ذهبت .. وأنا تبقيت .. بلحيتي غير كاملة النمو .. وعويناتي التي لا أستطيع أن أستغني عنها .. وذهب بعدها كثيرون .. كانت هي البداية فقط !
كنت أحاول أن احسن من حالتي النفسية بأن أقنع نفسي بأنها ماتت ! نعم .. كانت الفكرة تبدو أفضل وقتها .. هِاي ! علي الأقل لم تتركك بإرادتها ها ! ثم ذقت الموت ! .. بالطبع لست من ذاقه حرفياً ! كُف عن المزاح من فضلك !
لا .. إن الكلمات الآن لها لزوجة العسل ومرارة المُر في حلقي ...واحداً تلو الآخر رحل من عالمي .. واحد تلو الآخر سبقني للآثير .. واحداً تلو الآخر يذكره الناس أمامي بالمرحوم قبل اسمه , تسمع أشياء مثل : .هو الآن بمكان أفضل ! .. من قال أن هنا هو المكان الأسوأ .. ربما هو كذلك ! لكني أفتقده .. أصمتوا !
بكيت كما لم أبكي في حياتي من قبل ! .. أنا أتذكر في طفولتي عندما كنت أُشاهد مشهداً مؤثراً في فيلماً ما ! ليكن مثلاً مشهد غرق دي كابريو في تيتانيك .. لك أن تتخيل .. طفلاً في العاشرة يحاول أن يكبح دموعه .. لا يعلم لم يريد أن يبكي .. لكن رباه ! أنت .. دي كابريو كفاك مزاحاً .. إن صديقتك تبكي .. هيا أصعد للسطح ! أيها اللعين .. أكرهك .. أتري .. أجبرتني علي البكاء !
كنت أكره أن يجبرني المشهد علي التدميع لأكون منصفاً .. لذا توقفت عن ذرف الدموع .. صرت رجلاً يا أولاد الكلب يا مُدمعين أنتم !
أو هكذا ظننت في نفسي .. نادراً ما كنت اتأثر .. لكن متي تعلمت أن اذرف الدموع مرة جديدة ! بالطبع علي يدها ! حبيبتي التي كانت ولم تعد كذلك !


1 comment:

  1. سرد رائع يا مينا :D حسيت انى بقرا حاجه لاحمد خالد توفيق

    انا مبسوط فشخ انى مطلعتش لوحدى , انا زيك ضعيف قوى قدامها بنت الايه , مهما بكابر وبحاول اعمل نفسى جلنف وجبله بس بحس انى طفل قدامها , على عكس المتعارف انى البنات مرهفه الحس وكده بس مش دايما , الرجاله لما بتحب بتحب بجد واخلاصها احيانا بيبقى اكبر من اخلاص البنت , والفكره ف اللى تقدر كده فعلا ,
    بالتوفيق يا رفيق ف رحلتك للبحث عن الفتاه الجوجليه ;)

    ReplyDelete